تحدث الشيخ د.علي الربيعي في إحدى محاضراته عن الذكاء الاجتماعي، حيث أخبرنا بأن كل الإنسان يتمتع منذ ولادته بقدر من الذكاء،
إذ تلعب جينات الوراثة دور كبير في تحديد قدرته، ولكن هناك نوع آخر من الذكاء وهو الذكاء الاجتماعي،
وهو مختلف عن النوع الأول وذلك بسبب قدرة الإنسان على تعزيزه وتطويره،
وهو ما يعرف باللباقة أو ذكاء التعامل مع الآخرين ، وفي مقالنا هذا سنتعرف على الذكاء الاجتماعي وأنواعه وكيفية اكتسابه وتطويره مع الشيخ د. علي الربيعي.
ما هو الذكاء الاجتماعي للشيخ د. علي الربيعي ؟
وهو قدرة الشخص على التصرف بحكمة في العلاقات الاجتماعية والاندماج في أي بيئة مختلفة،
وكذلك قدرته على التفاوض مع الآخرين والتغلب على صعوبات العلاقات الاجتماعية المعقدة،
إذ إنه ليس أمراً فطرياً بل مكتسباً، كما أنه يكتسب مهاراته التي تطور ذكائه الاجتماعي من خلال حياته وتجاربه، و هذه ميزة رائعة فهو يستطيع من خلالها التعامل مع كل الأشخاص بطريقة مختلفة وانتقاء الكلمات وقولها في المكان المناسب في الوقت المناسب .
ما هي أنواع الذكاء الاجتماعي التي ذكرها الشيخ د. علي الربيعي؟
يوجد العديد من أنواع الذكاء الاجتماعي التي قام بذكرها الشيخ د. علي الربيعي وهي مايلي:
1-الذكاء الطبيعي :
و هو قدرة الإنسان على تحديد العالم الطبيعي و التمييز بين الكائنات الحية، مثل أنواع الصخور والغيوم وغيرها، كما أنه يتمتع بمقدرته على الإحساس بالآخرين، حيث يستطيع الشخص من خلال هذا النوع تطوير مهاراته وقدراته طوال حياته.
2-الذكاء اللفظي :
و هو قدرة الفرد على انتقاء الكلمات التي تعبر عما يدور في خاطره والتفكير بها قبل استخدامها، حيث إن هذا النوع يساعد الإنسان على التواصل مع الآخرين وغالبا ما يتحلى به المترجمون الفوريون والكتاب والصحفيون .
3-الذكاء الشخصي الداخلي :
وهو قدرة الفرد على فهم مشاعر الآخرين وأفكارهم،
حيث يتميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بالقدرة على التخطيط وإدارة حياته وغالباً ما يتحلى بهذه القدرة الروحيون والفلاسفة.
وأيضاً من أنواع الذكاء الاجتماعي:
4-الذكاء الرياضي المنطقي :
و هو مقدرة الإنسان على القيام بالأعمال الرياضية وحساب الفرضيات الرياضية والقياسية، إذ يستطيع الفرد في هذا النوع إدراك الروابط والعلاقات، والتعامل مع الأمور بفكر تجريدي ورمزي .
5-الذكاء المكاني :
وفي هذا النوع يستطيع الشخص التفكير في ثلاثة أبعاد معاً، حيث تشمل قدراته معالجة الصور، التفكير المنطقي، الصور الذهنية ، و مهارات الرسم والفن ، و الأشخاص الذين يتحلون به هم الرسامون والطيارون والبحار والمهندسون المعماريون .
ماهي مهارات الذكاء الاجتماعي التي قام بتوضيحها الشيخ د. علي الربيعي ؟
وضح الشيخ د. علي الربيعي أن الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يتمتعون بمهارات وصفات تساعدهم على التفاهم مع الآخرين بمهارة عالية ومن هذه المهارات:
1-مهارات الحوار (الذكاء الاجتماعي)
إن الشخص الذي يملك هذه المهارة يستحوذ اهتمام كل الحاضرين، فهو يتمتع بذكاء اجتماعي كبير وذلك للمهارته في انتقاء كلماته والتحدث مع الآخرين بأسلوب لائق ومهذب، وكما أن لديه حس الفكاهة ومهارات التعبير الاجتماعي حيث تتميز محادثاته بأنها ذات قيمة ومعنى .
2-مهارات الاستماع :
يتميز صاحب هذه المهارة بالقدرة على الإصغاء للآخرين حيث يعطيهم كامل انتباهه، لذلك يشعر من يتكلم معه بالراحة والرضى وينشأ بينهم علاقة محبة واحترام .
3-قلة الجدال في الحديث :
إن الشخص الذكي اجتماعياً يتقبل آراء الآخرين بصدر رحب، حتى وإن كانت لا توافق معتقداته وآرائه،
فهو يدرك إثبات وجهة النظر وأن الجدال أمر غير صحيح.
4-مهارة تبديل الحوار:
كما إن الإنسان الذكي اجتماعياً يمتلك مهارة الكفاءة الاجتماعية، فهو يستطيع التعامل مع كافة الشخصيات والأعمار،
كما أنه يترك انطباع جيد لدى الآخرين دون افتعال وتصنع، وذلك لأنه يتمتع بميزة الثقة بالنفس.
5-معرفة المعايير والعادات :
يأخذ الشخص الذكي اجتماعياً بعين الاعتبار كيفية التعامل مع جميع المواقف الاجتماعية سواء التعامل برسمية أو غير رسمية، وذلك لأنه يدرك القواعد التي تحكمه ضمن بيئته .
ماهي فوائد الذكاء الاجتماعي ؟
ذكر الشيخ د. علي الربيعي عدة فوائد للذكاء الاجتماعي تعود على الفرد نذكر بعضها :
1- يمنح الفرد القدرة على التواصل مع الآخرين، وإقامة عدة علاقات اجتماعية وهذا ما يساهم في تحقيق السعادة والنجاح .
2-تساهم العلاقات الاجتماعية بتقوية جهاز مناعة الجسم وبالتالي تقيه من الأمراض .
3-يجنب الفرد الشعور بالاكتئاب والتعب الذي يكون أساسه الشعور بالوحدة .
ماهي الإجراءات المتبعة لتطوير الذكاء الاجتماعي التي ذكرها الشيخ د. علي الربيعي ؟
هناك أشخاص يتمتعون بالذكاء الاجتماعي دون أي جهد، والبعض الآخر يحتاج إلى تدريب وتطوير حتى يستطيع اكتساب هذه الميزة،
حيث قام الشيخ د. علي الربيعي بذكر بعض الخطوات التي تساعد على تنمية الذكاء الاجتماعي :
1-تطوير الذكاء العاطفي :
إن الشخص الذي يسعى إلى تطوير ذكائه الاجتماعي، يجب عليه الاهتمام بمشاعره الخاصة فكلما أصبح قادراً على فهم مشاعره أصبح قادراً على فهم مشاعر الآخرين، كما يجب عليه حسن إدارة علاماته الجسدية إذا انتابه عاطفة، مثل التحكم بنبضات قلبه ودرجة تعرقه و معدل تنفسه وذلك ليستطيع التحكم بانفعالاته ومشاعره السلبية كالغضب .
2-التدرب على مهارة حسن الاستماع :
حتى يستطيع الشخص تطوير ذكائه الاجتماعي، يجب عليه أن يحرص على تنمية مهارة حسن الإصغاء للآخرين،
وعدم مقاطعة الأشخاص أثناء حديثهم ولا يسرع بالرد، إنما ليأخذ وقته بالتفكير وانتقاء الكلام المناسب للرد،
كما يجب عليه التدرب والانتباه إلى نبرة صوته.
3-الدبلوماسية في التعامل :
هناك روابط تختلف طبيعتها بين الأشخاص، فهم يرتبطون مع بعضهم ضمن أجهزة اجتماعية وفق تسلسل هرمي يحدد علاقة كل شخص بهذا الجهازمثل مؤسسة أو شركة، لذلك على كل شخص التصرف بوعي وحكمة و ضبط ردوده .
4-القدرة على حل النزاع :
توجد خلافات ونزاعات في أي علاقة اجتماعية، والافتقار إلى فن حل النزاع بشكل سليم سوف تجعل الخلافات تدمر العلاقات الإنسانية .
ومن فنون حل النزاع الاستماع إلى الأطراف المتنازعة وانتقاء الكلمات بعناية وعدم التحيز إلى أي طرف، و جميع هذه الخطوات تضمن لك الوصول إلى الصلح .
5-انتبه إلى محيطك :
يتميز الأشخاص الأذكياء اجتماعياً بالاهتمام بأدق تفاصيل الأشخاص من حولهم، كما يتميزون بدقة الملاحظة لذلك على كل فرد يرغب بتعلم الذكاء الاجتماعي مراقبة الأشخاص والانتباه إلى كل ما يقال وطريقة القول، وتعلم كيف يتم التعامل مع الآخرين .
6-دراسة أثر الكلمة وأبعادها :
إن الفرق شاسع بين اختيار الكلمة المناسبة والكلمة غير مناسبة فعلى كل شخص الحذر في انتقاء كلماته، كما عليه أن يجيد فن الصمت والابتعاد عن الثرثرة، فهناك كلمات وسلوكيات تهدم العلاقات مثل المزاح المستفز، وتقديم نصائح غير مرغوب فيها والإهانات اللفظية وكثرة الشكوى.
7-حب الآخرين والتواصل معهم :
إن الإنسان اجتماعي بطبعه لا يستطيع الإستغناء عن الآخرين، ويسعى دائماً إلى التواصل معهم و من أجل أن لا يسبب هذا التواصل أي مشاكل، إذ إن الأشخاص مختلفون بطبعهم وأمزجتهم، لذلك يجب على الشخص أن يكون لبقاً لينا قادراً على التعامل مع الآخرين بذكاء، وكذلك معاملة الآخرين باحترام وحب وأمانة وهذا كفيل بالنجاح وكسب قلوب الآخرين وحبهم .
8-احترام ثقافة الآخرين:
الشخص الذي يتحلى بالذكاء الاجتماعي يسعى دائماً إلى اكتشاف الآخرين و ثقافاتهم المختلفة، كما أنه يرغب في التعرف على كل الثقافات وفهمها واحترامها حتى يكتسب وعياً أفضل .
9-تعلم لغة الجسد:
من أجل أن يستطيع الشخص تقوية علاقته مع الآخرين، يجب عليه فهم حقيقة مشاعرهم من دون التواصل اللفظي، ولكي يستطيع ذلك عليه تعلم لغة الجسد أي تعلم سلوكيات غير اللفظية، مثل الإيماءات وتعابير الوجه وردود الأفعال.
وأخيراً
فقد وجدنا أن الذكاء الاجتماعي مهارة وفن، و ليس من السهل تعلمه وإتقانه، لذلك راقب من حولك حدد أخطائك وتجنبها، وتعلم من المواقف والأخطاء التي مررت بها في حياتك .