أوضح لنا الشيخ د. علي الربيعي أنه لا يوجد لمفهوم الذكاء في علم النفس تعريف ثابت وواضح، حيث تعددت وتباينت النظريات حوله، فهو كلمة لاتينية ظهرت قديماً على يد الفيلسوف شيشرون،
كما يفهم الذكاء من جانبين جانب يهتم من الناحية الكمية أي كم الإجابة وصحتها، والجانب الآخر يهتم من الناحية الكيفية أي نوع الإجابة .
وقد اعتقد الفلاسفة والتربيون أن الذكاء ميزة تخلق مع الإنسان ولا تتبدل مع الوقت، ومنهم من اعتقد أن الذكاء يقاس بالقدرات العقلية، لكن هناك من شكك ورفض هذا الاعتقاد والمعايير التي استخدمت في قياس نسبة الذكاء، وظل الاختلاف مستمراً فمنهم من قام بتعريفه بحسب وظيفته ومهامه، وغيرهم عرفه حسب بنيته وتكوينه، وبالرغم من كل هذا لم يتمكن العلماء التوصل إلى تعريف ثابت له .
كيف عرف العلماء في النفس الذكاء، للشيخ د.علي الربيعي؟
من أهم تعريفات علماء النفس للذكاء :
تعريفات العلماء للذكاء في علم النفس حسب وظيفته:
العالم تيرمان:عرف الذكاء على أنه القدرة على القيام بعملية التفكير المجرد.
والعالم شترن: عرف الذكاء على أنه قدرة الفرد على التكيف مع المواقف والمشاكل في الحياة .
كما أن العالم كولفن:عرف الذكاء بأنه وصول الفرد إلى مرحلة القدرة على التعلم.
أما هارود جاردنز: عرف الذكاء بأنه مستوى كفاءة الفرد الفكرية والتي تتكون من مجموعة من المهارات،
التي يقوم باستخدامها الفرد في اكتساب معارف جديدة وحل المشكلات وغيرهم.
تعريفات العلماء للذكاء في علم النفس حسب بنائه التكويني :
سبيرمان: عرف الذكاء على أنه الاستعداد الفطري والقدرة التي تؤثر في آلية عمل العقل بجميع مواضيعه وأشكاله.
بينيه:عرف الذكاء على أنه يتألف من أربع قدرات، وهي النقد والابتكار والفهم والقدرة على توجيه عمليات التفكير في جانب معيّن واستمرارية الخوض به.
ثورندايك: عرّف الذكاء بأنّه مجموع المتوسط الحسابيّ للعديد من القدرات المستقلة عن بعضها، حيثُ رفض ثورندايك مبدأ الذكاء العام.
أما سيريل بيرت: عرفه بأنه القدرات الفطريّة المعرفيّة العامة.
و بشكل عام فإن الذكاء: هو عملية حركية حسية ذات مهارات وقدرات مستمرة ومتعددة،
يتم تفعيلها بعد تدعيم الاستعداد الوراثي عبرالمنبهات والمثيرات الخارجية.
كيف تطور مفهوم الذكاء ؟
في أوائل القرن العشرين قام عالم نفسي ألماني يدعى وليام ستيرن بصياغة أول مصطلح للذكاء وهو حاصل الذكاء أو IQ، كما قام العالم النفسي ألفريد بينيه بتطوير اختبارات الذكاء،
لكي تستطيع الحكومة الفرنسية اختيار أطفال المدارس الذين يحتاجون إلى أكاديمية خاصة من أجل تقديم المساعدة لهم،
كما كان بينيه من أوائل الذين قدموا مفهوم العمر العقلي أي مجموعة القدرات التي يتميز بها الطفل في عمر معين .وفي ذلك الوقت ظهر اختبار الذكاء كوسيلة ساعدت على تطوير اختبار المهارة والتميز .
ما هي أهمية الذكاء في علم النفس للشيخ د. علي الربيعي؟
قال الشيخ د. علي الربيعي أن الذكاء يعتبر من المكونات الشخصية والعناصر الهامة التي توصل إلى النجاح والتطور أكثر من الصفات الأخرى،
وقد أثبتت الدراسات أن وجود أشخاص أذكياء يجعلون المجتمع أكثر تماسكاً، وذلك لأنهم يتميزون بسلوكياتهم المستقلة فهُم أكثر تعاوناً في التطور والتقدم الفعّال وذلك لأنهم يتسمون بالضمير الحي، ومن أهمية الذكاء أيضاً مقدرة الأشخاص على معالجة الأمور بشكل أفضل أي المقدرة على التعلم واكتساب خبرة بشكل أسرع،
كما أن له دور كبير في قدرة الفرد على التعلم والتدرب بشكل ذكي والحصول على الشهادات الأكاديمية،
كما أنه يزيد فرص الأفراد من الحصول على الوظائف بشكل كبير .
ماهي نظريات الذكاء التي قام بذكرها الشيخ د. علي الربيعي؟
ذكر الشيخ د.علي الربيعي أن هناك علماء وجدوا مجموعة نظريات لشرح طبيعة الذكاء، وأهم تلك النظريات :
الذكاء العام لتشارلز سبيدرمان :
قدم تشارلز سبيدرمان نظرية الذكاء العام حيث استخدم تقنية تحليل وتفسير العوامل من أجل فحص اختبار القدرات العقلية،
وقد لاحظ سبيدرمان أن النتائج متشابهة حيث أن الأشخاص الذين كان تحصيلهم جيداً في اختبار إدراكي واحد، يحصلون على نتائج جيدة في باقي الاختبارات،
أما الأشخاص الذين يحصلون على نتائج سيئة في اختبار واحد كانت يسجلون نتائج سيئة في البقية، وتوصل إلى أن القدرات العقلية والمعرفية يمكن التعبير عنها وكذلك قياسها عددياً.
القدرات العقلية الأولية للويس تورستون :
لم يعتمد لويس على نظرية أن ذكاء العقل له قدرة عامة واحدة، بل اعتمد في نظريته على أن العقل لديه سبع قدرات مختلفة وتشمل:
- المنطق
- سرعة الإدراك الحسي
- الفصاحة
- التصور البصري المكاني
- الفهم اللفظي
- الذاكرة الترابطية
- القدرة العددية .
الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنز:
تعد من النظريات الحديثة التي ظهرت حول الذكاء المتعدد، حيث اقترح جاردنز على عدم التركيز على تحليل نتائج الاختبارات، وذلك لأنها لا تحدد ولا تصور تصويراً دقيقاً لقدرات الناس ،
كما أنه أوجد نظرية اعتمدت على القدرات والمهارات داخل الثقافات المتنوعة لإيجاد ثمانية أنواع مختلفة للذكاء وهي :
- اللغوي اللفظي .
- البصري المكاني .
- المنطقي الرياضي.
- الطبيعي .
- الخارجي.
- الجسدي الحسي.
- الشخصي الداخلي .
نظرية الذكاء الثلاثي لروبرت ستيرنبرج:
وجد روبرت ستيرنبرج تعريف مختلف للذكاء، حيث عرفه بأنه “نشاط عقلي موجه نحو التكيف الهادف مع بيئات العالم الحقيقي ذات الصلة بحياة الفرد واختيارها وتشكيلها”، كما أنه اتفق مع جاردنر على أن الذكاء لايقتصر على قدرة عامة واحدة بل هو أوسع بكثير،
وأن لاننظر لأنواع الذكاء على أنها مواهب فردية، كما اقترح نظرية جديدة وهي الذكاء الناجح والتي تضم ثلاثة أنواع من الذكاء وهي:
1-الذكاء التحليلي: وهي قدرة الشخص على حل المشاكل.
2-الذكاء العملي : وهي قدرة الشخص على الاندماج والتكيف مع البيئة
3-الذكاء الإبداعي: وهي قدرة الشخص على استخدام المهارات والخبرات السابقة للتعامل مع المواقف الجديدة .
أسئلة حول اختبارات الذكاء:
من المهم فهم ودراسة تاريخ اختبار الذكاء، من أجل إدراك وفهم مفهوم الذكاء والاختبارات التي تم تحديثها وتطويرها والنتائج التي وصلوا إليها .
حيث تتضمن الأسئلة المتعلقة بالذكاء واختباراته مايلي:
-هل الذكاء فطري أم البيئة عامل مهم في تشكله ؟
-وهل هناك تحيز في اختبارات الذكاء ؟
-هل الذكاء مجموعة من المهارات والقدرات أم هو قدرة ومهارة واحدة ؟
-ماهي توقعات نتائج الاختبارات ؟
ماهي عناصر الذكاء في علم النفس ؟
هناك خمس عناصر حددها العلماء لمعرفة ذكاء الفرد وإبداعه :
التفكير المتفتح وواسع الخيال:
حيث أن المتميزون يرون الموضوع من جهة مختلفة لأنهم يتمتعون برؤية المشكلة بمنظور مرئي .
المخاطرة:
إذ إن المبدع يخاطر ويجاذف في سلك نهج وطريق مختلف .
الخبرة :
إن الإبداع والتمييز ناتج عن خبرة وعمل حصل عليها الفرد بعد عدة تجارب خلال مسيرته .
العمل ضمن بيئة إبداعية:
العمل ضمن بيئة متطورة وإبداعية، حيث مع وجود أشخاص يشجعون على الإبداع يخلق بيئة مريحة تساعد على العمل والتطور .
حب الإبداع والرغبة الحقيقية في تحقيقه :
حيث يسعى المبدع إلى التميز في مشاريعه والإبداع بها، وذلك بسبب الرغبة في داخله، وليس من أجل الحصول على الأجر.