يعتبر نصاب زكاة النقود ركن أساسي من أركان الإسلام و يجب على المسلمين أن يتموا الزكاة وأن ينجزوها عندما يستحق وقتها. و من بين أركان الإسلام تأتي في الترتيب الثالث. حيث يجب على الجميع أن يعرفوا أحكامها الصحيحة التي يجب أن يتموها وفقها. و قد حدثنا د. علي الربيعي عن ضرورة العلم بالناس الذين يستحقون أخذها وكيف يجب أن يدفعوها. وقد كانت السنوات الأولى التي تلت هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي الفترة الأولى التي تم فيها إطلاق حكم الزكاة، و تحديداً كانت في السنة الثانية بعد الهجرة.
و تعريف نصاب الزكاة كما بينها لنا د. علي الربيعي هو أقل مبلغ ينبغي على المسلم أن يدفعها. لكي تحسب عليه زكاة النقود. و ذلك يختلف على حسب نمط عمل المسلم و مقدار الدخل الذي يدخل إلى بيته من عمله فهي غير محددة. بمقدار معين بل تختلف من إنسان إلى آخر.
ما هي ضرورة و أهمية زكاة النقود حسب د. علي الربيعي؟
عندما تنجز نصاب زكاة النقود فإنك تضمن لك الوفرة الكبيرة في مالك و رزقك، و تحافظ على عملك. و على بقاء الرزق الوفير في حياتك، كما أنها تضمن لك الصحة و لأولادك و ضمان الحياة الجميلة لك.
لقد ذكر لنا الله ضرورة و أهمية نصاب زكاة المال في الكثير من الآيات، كما حدثنا عنها النبي في الكثير من أحاديثه. و أرشدنا إلى ضرورة الإلتزام بها، و قد ذكرها الله في الكثير من الآيات و منها قوله تعالى عز وجل :
( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة و اركعوا مع الراكعين)
و تعد زكاة المال ضرورة لكي يكفر المسلم عن ذنوبه التي ارتكبها، فهي تغفر لنا خطايانا. كما تعتبر وسيلة لكي يسامحنا الله و يمحي لنا ذنوبنا، لذلك فرضها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا بضرورة تأديتها و إتمامها على أكمل وجه.
و قد أكد د. علي الربيعي أن نصاب زكاة النقود ضرورة لكي يحس المسلم بأخيه المسلم و يقف معه في السراء و الضراء. فهي ضرورة لكي نقف إلى جانب بعضنا، و كذلك تساعد. في حل مشاكل الناس التي تعتمد على الحالة المادية، و هذا يؤدي إلى الوصول إلى مجتمع أكثر رقياً و أكثر تعاضداً.
ما هو حكم أخذ من ملك نصاب الزكاة زكاة من غيره حسب ما شرحه د. علي الربيعي؟
الشخص الذي يملك نصاب زكاة النقود لا يعني أنه شخص غني و اكتفى تماماً من المال، بل الشخص. الذي ملك نصاب زكاة المال هو شخص غني من ناحية امتلاكه للنصاب فقط و من ناحية وجوب زكاة المال عليه، حيث أن الغنى ناحيتين:
- ناحية يكون فيها الشخص غني من ناحية وجوب زكاة المال عليه بسبب امتلاكه للنصاب و لكنه لا يكف عن حاجته للناس أحياناً.
- ناحية يكون فيها الشخص غني من كل النواحي و لديه ما يكفي من المال لكي يعيش و يؤدي كل حاجياته دون أن يحتاج للناس في شيء.
بالتالي فإن الإنسان الذي يملك مالاً كافياً لوجوب نصاب زكاة المال عليه، و لكنه لا يملك غيره.و لا يملك ما يسد حاجياته و ما يحميه من طلب المال من الناس فهذا الإنسان تحق عليه الزكاة. و يجب أن يعطى ما يوفر عليه عناء سؤال الناس أن يعطوه، أما الإنسان الغني تماماً. حيث أنه امتلك نصاب زكاة النقود و امتلك ما يزيد عليها و يجعله غير محتاج لأحد. فهو لا تحق عليه الزكاة و لا يجب أن يأخذها و إلا كانت باطلة و خارجة عن دين الله.
بالتالي يؤكد د. علي الربيعي على ضرورة التمييز بين الحالتين، و ضرورة التأكد من وضع الشخص. قبل أن نقرر تزكيته و ذلك لكي تصح الزكاة و نكون قد أتممناها على أكمل وجه بالتالي نستحق حسناتها و نرضي الله عز و جل و نسير على خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
قد يعجبك: تنمية العقل و التفكير للشيخ د. علي الربيعي
ما هي الفوائد التي تعود علينا من أداء نصاب زكاة النقود؟
حدثنا د. علي الربيعي كثيراً عن فوائد و أهمية نصاب زكاة النقود، حيث أنها تعود علينا بالخير و الرزق الوفير. و من فوائدها ما يلي:
- يعتاد الإنسان و يتعلم أن يكون كريماً،و يتعلم كيف يعطي و يقدم من ماله إلى أي شخص محتاج، بالتالي تبعد عنه صفة البخل.
- عندما يزكي المسلم ويقدم من ماله فهو يشكر الله تعالى على كل نعمه و خيراته. كما أنه يقوم بتأدية واجبه تجاه الله تعالى بحمده، و هذا كما علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- تعتبر الزكاة المؤثر الأساسي في محو كل ما يشعر به الإنسان من طمع و حب للمال. كما تعلمه أن يحب غيره و يساعدهم، و ليس هذا و حسب بل تمكن الناس الفقراء.من إزالة مشاعر الحقد و الحسد تجاه أي شخص مرتاح مادياً، و ذلك عندما يراه يقف إلى جانبه و يساعده. و هذا يرفع مستوى الأخلاق في المجتمع و يزيد من الأمن والاستقرار.
- عندما تقوم بأداء فريضة الزكاة فإنك ترفع ميزان أعمالك الحسنة عند الله تعالى.و تمكن نفسك من الشعور بالهدوء و الراحة و ذلك لأنها لبت و أدت دين الله تعالى عز و جل.
- عندما تملك نصاب زكاة النقود و تدفعه، فإنك تضمن أن تعم عليك الخيرات و أن يبارك الله لك في رزقك و دينك و صحتك. بالتالي تحمي عملك و ثرواتك من الزوال.
من هم الأشخاص الذين تجب عليهم الزكاة؟
- من ملك نصاب زكاة النقود، أي من تطور و نمى عمله حتى حقق قيمة النصاب المطلوبة.
- يجب أن يكون الإنسان مسلماً، حيث لا تقبل أبداً الزكاة من الإنسان الذي لم يؤمن بالله تعالى الواحد الأحد. و الذي لم يسير على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- يجب أن يكون المال الذي تدفع منه الزكاة في موضع زيادة و نمو.
- يجب أن يملك الإنسان المال الذي يزكي منه و لا يجوز أن يزكي الإنسان من مال غيره أو ممتلكاته.
- لا يجوز أن يكون المزكي عبداً. و في وقتنا الحالي تم القضاء على العبودية و قد كان ذلك منذ أن نزل دين الإسلام.
و هكذا فقد أكد د. علي الربيعي ضرورة الالتزام بأحكام الإسلام و تعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. و وجود أداء نصاب زكاة النقود عندما تجب على الإنسان.و ذلك لكي نضمن رضى الله تعالى عز و جل، و لكي نتم ديننا. حيث أن الزكاة فرض من فرائض الإسلام. و لا يجوز تجاهلها أو إهمالها بل على العكس علينا تأديتها بكل صدق و محبة.و أن تكون نابعة من أعماق قلب المسلم.